{رَبّ اجعلني مُقِيمَ الصلاة وَمِن ذُرّيَتِي} وبعض ذريتي عطفاً على المنصوب في اجعلني وإنما بعض لأنه علم بأعلام الله أنه يكون في ذريته كفار، عن ابن عباس رضي الله عنهما: لا يزال من ولد إبراهيم ناس على الفطرة إلى أن تقوم الساعة {رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} بالياء في الوصل والوقف: مكي، وافقه أبو عمرو وحمزة في الوصل. الباقون بلا ياء أي استجب دعائي أو عبادتي {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله} [مريم: 48] {رَبَّنَا اغفر لِي وَلِوَالِدَيَّ} أي آدم وحواء أو قاله قبل النهي واليأس عن إيمان أبويه {وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحساب} أي يثبت أو أسند إلى الحساب قيام أهله إسناداً مجازياً مثل {واسأل القرية} [يوسف: 82] {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الله غافلا عَمَّا يَعْمَلُ الظالمون} تسلية للمظلوم وتهديد للظالم، والخطاب لغير الرسول عليه السلام وإن كان للرسول فالمراد تثبيته عليه السلام على ما كان عليه من أنه لا يحسب الله غافلاً كقوله: {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المشركين} [الأنعام: 14] {وَلاَ تَدْعُ مَعَ الله إلها آخَرَ} [القصص: 88] وكما جاء في الأمر {يأَيُّهَا الذين ءَامَنُواْ آمِنُواْ بالله وَرَسُولِهِ} [النساء: 136] وقيل: المراد به الإيذان بأنه عالم بما يفعل الظالمون لا يخفى عليه منه شيء، وأنه معاقبهم على قليله وكثيره على سبيل الوعيد والتهديد كقوله: {والله بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [البقرة: 283] {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ} أي عقوبتهم {لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبصار} أي أبصارهم لا تقر في أماكنها من هول ما ترى {مُهْطِعِينَ} مسرعين إلى الداعي {مُقْنِعِي رُؤُوسُِِمْ} رافعيها {لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} لا يرجع إليهم نظرهم فينظروا إلى أنفسهم {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} صفر من الخير لا تعي شيئاً من الخوف، والهواء الذي لم تشغله الأجرام فوصف به فقيل: قلب فلان هواء إذا كان جباناً لا قوة في قلبه ولا جراءة. وقيل: جُوف لا عقول لهم.